الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

يراد منكم ٣

كان صباحا باكراً . . . لم يتوقفوا عن المسير ، وقد غمرهم العرق ، وراق لهم دخول الصباح . / منذ ان استيقظ ، ولكونه نام على أكتافهم ، فقد ابتداهم بالحديث فوراً . " صباح الخير قومي . صباح الخير إخوتي . صباح الخير أخواتي . صباح الخير للجميع . صباح الخير للسعادة . صباح الخير للحرية . صباح الخير لكل لحظة سعيدة ما دمنا معاً . / لقد امضيت الليلة في الم . من أجلكم . أحاطت بي كل مشاعركم في هذه الحياة . كل الأفكار الطموحة ، والبناءة ، والجديدة أثيرت في راسي . لقد كان ذلك قوياً مؤثراً . يالها من ليلة عسيرة ! لكنه من أجلكم . من أجلكم . / ها قد جاء فطوري ! نعم شكرًا لجهدكم . اه كم وددت ان انبهكم الى امر ما . امر واحد فقط لا غير . ذلك المكان حيث انال فطوري ( الَّذِي هو أيضاً فوق أكتافهم ) لا يصلح أبدا ! كئيب من اجل وجبة كهذه ! يراد منكم ان تكونوا اكثر فطنة ! ولم قدمتم لي البيض ؟ لا احبه مطلقا ! المعتوهون فحسب هم من يأكلونه او يقدمونه لافطار ! وايضا هذه الأطباق ما أقل نظافتها ! يراد منكم ان تحوزوا من الحذق شيئاً ، ام ظننتم ان أنعاما ستاكل في أوانيكم هذه ؟؟ وقبل ان أنسى ؛ فان . . . ( عفوا . . يجب علينا ان نتوقف الى هذا الحد فان الموعظة طالت لما بعد منتصف النهار ) / اتعرفون ؟ ان عليكم الا تغضبوا مني فاني انما اعمل لأجلكم انتم ، ودائما من أجلكم انتم . . ويراد منكم ان تحسنوا هذا الخبز أيضاً لكن لا باس لا باس . لقد كنت دائماً . . . . ما هذا ؟! ما هذا الذي ارى من مكاني هنا ( لا يزال فوق أكتافهم ) ؟!" / نزل الى الارض ، وألقى حذاءه ، ودس نفسه تحت الأرجل ، ورفعها فوق راسه واكتافه . كل ذلك في لمح البصر ! في ثانيتين اثنين فقط ! ولما انعطف الطريق في نهاية هذا الشارع ( الذي كان شارع العيون ) ؛ وبطرف عينه ألقى نظرة الى الوراء ثم شرع يقول / " انني . . . انني . . لست ادري . . انني مكروب . ان الايام متكررة . . وفعالكم تخذلني كل يوم . . والظلام يملا عالمي . . كل شئ مظلم . . كم ارغب في الموت ! يراد منكم ان أوقدوا النار بين جنبي . . " / هناك . . وما ان فارق الحياة حتى اقتيد " قومه " الى السجن . انهم قتلة ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق