الجمعة، 13 يناير 2012

يراد منكم 6

صباح يروق الجميع . . .
تلك اللحظات حين تمضي الأمور كالمعتاد . . حين يتصرف المرء على طبيعته . تلك الاحيان إذ يدع العقل الجسد يقوم بعمله من غير أوامر متلاحقة . . . كما لو كان المرء يعيش مائة ألف عام في مثل تلك اللحظات الهادئة . . .
أخذتهما تلك اللحظات في كلا اليومين بالتناوب . . يوم لكلٍ . . . 
بيد أن تلك اللحظة - والتي لا يبعد أن تدوم لأيام كاملة - ليست هي ما نريد أن نلحظه هنا . وإنما اللحظة المرادة هي تلك التي تعقب الأولى ، عندما يشعر الواحد منهما - وبوضوح - أن الحال ستتحرك بعد أن لبثت مدة من الزمان ساكنة . . . أن شيئا ما - ممتد أثره القوي - يتهيأ للحصول .
هنا يتنبه العقل المرتاح سلفا . . . وتظهر الدهشة على المحيا . . يرافقها الشعور المنطبع في النفس . . . ويستنفر الجسد كله ليستقبل الحدث المنتظر حتى ولو قال كل شيء فيه لا شيء ينتظر .
إن تلك اللحظة المقصودة هنا - قد يتفق لها أن تجعل السعادة حزنا . . . أن تغمر البياض بالعتمة . . . أن تقلب وجه الحياة . . . أو تغرق بالدمع أعينا فرحة . . . وأن ترهق بالهم روحا منتشية . ولا يزال العكس في ذا ممكنا . . . .
وقد يتفق لها في أحيان أخر أن تهدم أحلام العمر المشيدة . . أن تزرع الخوف أو تغلق أبواب الأمل . . . أن يفقد المرء فيها هوية حياته . . . حتى ولو كان بيد آخرين أن ينجدوا المكروبين . . ولكنهم في أكثر الأحوال طغاة . . لا يرون الأمور إلا من جانبهم . . مع أنهم على علم أن الايام تتغير عليهم يوما ما غير بعيد . . وما كان أبدا بعيدا . . . 
إلا أن العين قد لا ترى ما يقابل الوجه . . . أم أنه خطأ العقل الذي يترجم ما يورده المساعدون . . .
هي - كانت مشغولة بما لا يشغل . . . ليس لأنه لا يهم ، وإنما لأنه صار معتادا . . . أمر كل يوم . . . ولما بث شعاع ضياء صامت سارعت إليه وعلى الوجه ابتسامة رائعة . . .
وهو - كان مستغرقا في عالمه . . يزوده بغذائه الروحي . . . ولما وجدت الفرصة سانحة . . أدرك الأمر بذات الابتسامة . . . لا شيء فيها مصطنع . . . 
يراد منكما عود اللقاء ؟؟ بحاجة إليه ؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق